الثلاثاء، 6 مارس 2012

الزيتون: قصة رومنسية عنيفة

أحياناً تضحكني الترجمة الحرفية، ولكني لم أستطع أن أغيّر عنوان رواية الكسندر مكناب Olives, A Violent Romance الى كلمات أخرى.
لقد انهيت قراءتها منذ بضعة اسابيع ولم أستطع أن أكتب هذا التقييم حتى الآن، ربما لأنها قريبة جداً على قلبي وتعنيني بشكل خاص، أو ربما لأنها حظيت بالكثير من المراجعات والتقييمات فأحسست أن ما أريد أن أقوله قد قيل من قبل وباسترسال.
ولكني أود ان أطرح بعض الملاحظات التي لفتتني في هذه الرواية والتي لم يطرحها أحد؛ هي رواية رومنسية بامتياز، جرت أحداثها في الأردن وفلسطين...تتطور أحداثها ببساطة وسلاسة فتجد نفسك تقرأها في جلسة أو جلستين، تاركة أثر لذيذ في مخيلتك.
تعبق الرواية بالرومنسية على مختلف المستويات:
الرومنسية بين رجل وامرأة، بين شخص وأرضه، بين أفراد العائلة الواحدة، بين عجوز وذكرياتها، وبين شعب ووطنه.
كل علاقة من هذه العلاقات تشكل خيطاً في الرواية، ومع الوقت تتشابك هذه الخيوط فتجتمع تارة وتبتعد طوراً، ويبقى القارئ هو المراقب المتمحّس لحركة هذه الخيوط وانسجامها مع بعضها بعضاً. هي رواية واقعية وتطرح قضايا حقيقية مثل تهجير الشعب الفلسطيني، أو عيشه في ظل الاحتلال، أو قضية المياه بين الأردن واسرائيل والتي لا تطرحها وسائل الاعلام العربية كما يجب. رواية جريئة جداً، أنصح بالمحافظة على عقل متفتح ومتقبّل خلال قراءتها.
تكشف الرواية عن "مسألة" نتغاضى عنها في مجتمعاتنا العربية وهي العلاقة بين فتاة عربية وشاب "أجنبي" أي غربي من ديانة مختلفة. لا تتطرق الرواية الى "معالجة" هذه المسألة، ولا حتى توليه أهتماماً كبيراً؛ فلا نرى أي عواقب تنتج عن علاقة بول ستوكس (بطل الرواية الانكليزي) بعائشة ديجاني (الفلسطينية) وهذا ما يجعلها أكثر سلاسة وتقبّلاً خصوصاً أن عائلة عائشة لم تعترض هذه العلاقة بل رحبت ببول كالابن الضال.
الّا أن الجانب المؤثر من الرواية بالنسبة لي، أو الأكثر تأثيراً، هو قصة مريم. مريم هي العجوز التي رفضت أن تترك أرضها في عام 48، لتدير بالها على شجر الزيتون. هناك علاقة غريبة جداً بيني أنا شخصياً وشجر الزيتون في فلسطين. نحن لم نلتق من قبل الا أنه له عندي مكانة كبيرة في قلبي، ربما لأنه يحمل همّنا وزيتنا.
لفتني أيضاً في الرواية انتباه بول لملابس عائشة؛ فهو يصفها كلّما رآها، من رأسها الى أخمص قدميها. أستطيع ان أرى في مخيّلتي الآن مجموعة ملابس عائشة الفاخرة والمتناسقة. أحببت هذا الجانب من الرواية واستعذبت خفّته.
أنصح بقراءة Olives وأتمنى أن أراها قريباً باللغة العربية، ومن يدري؟ ربما تتحول الى فيلم سينمائي في يوم من الأيام.
يمكنكم معرفة المزيد حول هذه الرواية هنا للحصول أيضاً على نسختكم الالكترونية عن طريق أمازون.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق